التعامل مع المراهق أو المراهقة
أخي .. أختي .. .. كيف تتعامل .. تتعاملين .. مع ابنك أو ابنتك المراهقة ؟
المراهقة : هي مرحلة عمرية من حياة الإنسان ، سميت هذه المرحلة بهذا الاسم أخذاً من الفعل ( راهق ) أي : اقترب لأن المراهق اقترب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولهذه المرحلة أهميتها البالغة ، حيث التحول من الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الشباب المبكرة ، ولما يصاحب تلك المرحلة من تغيرات فيزيولوجية جسدية ، يصاحبها تغيرات نفسية يشعر بها المراهق ، مما يحتم على الوالدين والمعلمين تعاملاً خاصاً في تلك المرحلة ، فالمراهق مرهف الحس ، معتز بنفسه بدأ معه الشعور بالاستقلالية ، أما المدة الزمنية للمراهقة فتختلف من مجتمع لآخر ، وفي مجملها لا تتعدى عشر سنوات من الحادية عشرة إلى الحادية والعشرين من عمر الإنسان .
وللتعامل مع المراهق أو المراهقة في تلك المرحلة أهمية بالغة ينبغي أن تتخذ لها الخطوات التالية :
أولاً : اجلس مع ابنك المراهق عندما تريد أن تتحدث إليه ولتكونا أنت وهو في تلك الجلسة متساوين في الهيئة ، فلا تكن أنت واقفاً وهو جالس ، ولا أنت جالساً وهو واقف ، فهذا مما يمهد لاحترام متبادل تؤتي فيه المحادثة ثمارها .
ثانياً : ليكن حديثك إليه مبسطاً ليس فيه نبرة استعلاء عليه ، مما يجعله يشعر بالأمان والاحترام الذي يحتاج إليهما أشد الاحتياج ، وأن لا تستخدم الألفاظ الجارحة التي تجعله يتراجع وينطوي على نفسه .
ثالثاً : عند الحوار معه أحسن الاستماع إليه ودع له فرصة ليعبر عما يشعر به بدون حرج أو غضاضة .
رابعاً : وأنت تحاوره حاول أن تلامس يديك يديه ، أو أن تضع يدك على كتفه مع شيء من الملاطفة والتربيت عليه .
خامساً: لا تحدق في عينيه أثناء الحديث واجعله يشعر باهتمامك بما يقول .
سادساً : عندما ينجز عملاً إيجابياً ما فحفزه بالثناء عليه وعلى انجازه ، وإن كافأته فأنت تهيئه لإنجاز أكثر .
سابعاً : عندما يقصر في عمل مطلوب منه فعاتبه وانتقد تقصيره بأسلوب غير جارح ، واحذر أن تنتقد شخصه , إن كرر التقصير فعاقبه بما لا يضره مع الحزم في هذا ، فكما أن له حقوقا ًفعليه واجبات يجب أن يحترم أداءها ، قال صلى الله عليه وسلم ( مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) .
ثامناً : إذا وعدته بوعد فاحذر أن تخلف وعدك له مهما كلفك هذا ، لأنك تؤسس شخصيته في المستقبل على احترام الكلمة والوفاء لها .
تاسعاً : العدل بين الأولاد ضروري ، فتفضيل ولد على آخر أو بنت على أخرى متقاربين في العمر يوجد أرضاً خصبة للعصبية وغرس العداوات بينهم .
عاشراً : عندما يمارس المراهق سلوكاً مزعجاً كالاعتداء على الآخرين أو تخريب الممتلكات أو ما شابه ذلك ، فعلاج هذا هو بإشعاره بعظم المسئولية الملقاة عليه وأن حريته ورجولته لا تعني إلغاء حريات الآخرين أو الاعتداء عليهم .
حادي عشر : ينبغي أن يوجه المراهق إلى الصحبة الصالحة ، وأن توفر له كل أسباب نجاح واستمرار هذه الصحبة
ثاني عشر : المراهق في هذه السن يعيش صراعات نفسية واجتماعية ناتجة عن عدم فهمه لنفسه وتحديد هويته يمارس تمرداً سلبياً على الأسرة والمجتمع ، فتظهر منه تصرفات لا تريدها الأسرة ولا يقرها المجتمع ، فهنا يأتي التوجيه السليم والمتابعة اليقظة والقدوة الصحيحة .
وحدة الإرشاد الأسري : المستشار : محمد بن عبد الله السالم