لتعزيز كفاءة المربيات ودعم التربية الإيجابية، وفي إطار سعيها المستمر لتمكين المرأة في المجال التربوي، أطلقت جمعية أسرة بالشراكة مع مركز باحثات والمتخصص في شؤون المرأة، ونماء الراجحي الإنسانية، ومؤسسة عبدالعزيز الجميح الخيرية، النسخة الرابعة من مشروع “بانيات” وللعام الثالث على التوالي بمقر الجمعية، وبمشاركة 60 مستفيدة من مربيات الفتيات بمنطقة القصيم.
ويُعد مشروع “بانيات” من المبادرات النوعية التي تهدف إلى تأهيل المربيات علميًا ونفسيًا وثقافيًا، من خلال برامج معرفية وتربوية متخصصة تسعى إلى بناء وتطوير مهارات المربيات، وتعزيز قدراتهن في تربية الفتيات وفق أسس تربوية إيجابية ومعاصرة، تراعي احتياجات الجيل ومتغيرات العصر.
مشروع تأصيلي ونفسي وثقافي
ويأتي المشروع في سياق اهتمام جمعية أسرة والمراكز الشريكة بضرورة تمكين المرأة في أدوارها التربوية داخل الأسرة والمجتمع، عبر تزويدها بالمعرفة التخصصية، والدعم المهني، والتأهيل النفسي. ويشتمل المشروع على 65 ساعة معرفية موزعة على مجموعة من المحاور التربوية والتأصيلية، إلى جانب أربع ديوانيات تربوية تُناقش فيها قضايا واقعية، وتُطرح من خلالها تجارب متنوعة، بما يعزز التبادل المعرفي والخبرة التربوية بين المشاركات.
شراكة نوعية مع 15 جهة منفذة
ومن أبرز ما يميز النسخة الحالية من مشروع “بانيات” هو التوسع في الشراكات التنسيقية، حيث يُنفّذ المشروع بالتعاون مع 15 جهة تنفيذية على مستوى المملكة، بما يعكس الإقبال المتزايد على البرنامج، والثقة في مضمونه، وأثره في رفع كفاءة الأداء التربوي لدى المربيات.
انطلاقة تفاعلية بلقاء “غايات المربية”
وقد شهد اليوم الأول من المشروع انطلاقة قوية ومميزة، بدأت بلقاء تعريفي شامل عن أهداف المشروع، ومراحله، ومحتواه التدريبي، أعقبه اللقاء الأول تحت عنوان “غايات المربية” قدمته الأستاذة الدكتورة حصة الحواس، التي تناولت خلاله الأبعاد الغائية لدور المربية، وركزت على ضرورة وضوح الأهداف التربوية لدى المربية، وأثر ذلك في بناء شخصية الفتاة وتحقيق التوازن في نشأتها.
وتميز اللقاء بتفاعل كبير من المشاركات، اللواتي أبدين تقديرهن لمحتوى المشروع، وما يوفره من مساحة حوارية ومحتوى معرفي عميق يسهم في إعادة تشكيل الوعي التربوي، ويساعد المربيات على ممارسة أدوارهن بكفاءة واحترافية.
أثر متنامٍ واستمرارية في العطاء
يُذكر أن مشروع “بانيات” يشهد تطورًا ملحوظًا في كل نسخة من نسَخه، سواء من حيث التوسّع الجغرافي أو تنوع المحتوى أو عمق التأصيل العلمي. وقد أكدت المشاركات في النسخ السابقة على الأثر العميق الذي تركه المشروع في حياتهن الأسرية والتربوية، مما دفع الجمعية والشركاء إلى الاستمرار في تطويره وتوسيعه ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المربيات.
وتؤكد جمعية أسرة أن مشروع “بانيات” هو جزء من رؤية شاملة لتعزيز التمكين التربوي للمرأة، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية دور المربية في تنشئة الأجيال، والمساهمة في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يرتكز على قيم العلم والإيجابية والتمكين.